الوصايا العشر للسعادة الزوجية (1)

 

بقلم د. مرضـي بن مشوَّح العنزي

فالزواج من النعم التي تفضل الله بها على عباده، قال تعالى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم:21]، وهو من هدي المرسلين، قال تعالى:﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾[الرعد:38]، وتركُ الزواج مخالفٌ لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقالُّوها، فقال أحدهم:  أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ...وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي». متفق عليه.

وقد يُقبل كثير من الناس على هذه الحياة الزوجية وفي فكرهم الكثير من الآمال والأحلام، ثم تتبخر فلا يجدون إلا السراب، وقد يكون السبب هو قرار في غير محلِّه، ولو استشاروا ثقة عليمًا أو اطلعوا على آداب الحياة الزوجية وفنونها لعاشوا في جنة، مودةٌ، وسكنٌ، ورحمةٌ، وقد يقال: إن كثيرًا من الناس لم يستشيروا، ولم يطلعوا على شيء مما ذكرت، وحياتهم الزوجية تسير على ما يرام! وهذا صحيح، فهم يعيشون في الحياة الزوجية لكنهم لم يسكنوا جنة الحياة الزوجية، فظاهر حياتهم أنها على ما يرام، وهم لم يبلغوا المرام، ومن بلغ فبعد خوض تجارب عديدة ودخولٍ في مشكلات خرجوا منها بهذه الحياة، ولو شاوروا أو اطلعوا على تجارب غيرهم ووصاياهم لاختصروا كثيرًا من الوقت، ودخلوا جنة الحياة الزوجية قبل أن ينفخ في الصور، ويصعقوا..

الوصية الأولى للسعادة الزوجية

أنت من بيئة، وتربية تختلف عن بيئة زوجتك وتربيتها، فمالم يتنازل الطرفان عن بعض المواصفات التي يريدونها، فلن يهنأ لهم عيش، والتنازل لا يخدش في الرجولة بل يزيدها، و«الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ» رواه مسلم.

 

الوصية الثانية للسعادة الزوجية

لابد من حصول بعض الأخطاء، فلا تكن كالمجهر يكبر الصغائر، "وتغافل عن أمور إنه... لم يفز بالحمد إلا من غفل".

 الوصية الثالثة للسعادة الزوجية

المرأة -في الغالب- تركز على اللحظة التي تعيـش فيها، تنسى الماضي إلَّا بالتذكير، فاستغل هذه اللحظة، لردم الخلافات السابقة، وتأسيس علاقة عاطفية متينة.

 

الوصية الرابعة للسعادة الزوجية

تغسل ثوبك، وتصلح أكلك، وتقضي وطرك، وتربي أولادك، وتصبر حتى يمل الصبر من صبرها، ألا تستحق أن تصبر على خطأ، أو زلـة حصلت منها.

 الوصية الخامسة للسعادة الزوجية

من حقك مطالبتها بحقوقك إذا وفيت لها حقوقها، وإن كنت تتناوش حقوقها من بعيد، فمن العدل أن تغض الطرف.

الوصية السادسة للسعادة الزوجية

عند الغضب، أو الفرح، أو الشهوة، يحصل خلل في التفكير، فلا تَعِدْ، ولا تتوعـد، حتى لا تندم عندما يرجع عقلك لرشده.

 الوصية السابعة للسعادة الزوجية

لا تجعل توهمك بالعين، أو المس، أو السحر يقتل عليك سعادة اللحظة. فلن يصيبك إلا ما كتب الله لك، والله خلقك للسعادة، لا للشقاء.

 الوصية الثامنة

عندما يسيء لك مديرك، أو صديقك، فما ذنب الزوجة والأطفال أن يذوقوا مسَّ سقرك، فمشاكل العمل في العمل، ومشاكل البيت في البيت، فلا تخلط أوراقك.

 الوصية التاسعة

اعرفي نفسية زوجك، واختاري الوقت المناسب للكلام، إياك، إياك، أن تراشقيه التهم واللوم، ضعي قلبك بين يدي الله، سيحميـك.

 الوصية العاشرة

إذا غضبتَ فاخرج من المنزل، وإذا غضبتْ زوجتك، فدعها، حتى تعود المياه لمجاريها، وناقشها بحب؛ حتماً ستعتذر.