الاحتيال (النصب) عبر الانترنت هو استعمال خدمة أو برنامج من برامج الانترنت في الوصول إلى الضحايا المحتملين واجراء عمليات الاحتيال المختلفة عليهم. مثل استخدام البريد الإلكتروني أو مواقع الويب أو غرف الدردشة أو لوحات الرسائل لتقديم طلبات احتيالية للضحايا المحتملين أو لإجراء معاملات احتيالية أو لنقل عائدات الاحتيال إلى المؤسسات المالية أو إلى آخرين متصل مع مخطط الاحتيال.
ويتميز الاحتيال (النصب) عبر الانترنت بعدة خصائص لا توجد في الاحتيال التقليدي، فالمحتال (النصاب) عبر الانترنت يمكنه الوصول إلى جمهور كبير من الناس لم يكن له أن يصل إليهم بدون هذه التقنية. والمحتال في هذه الجريمة يستطيع أن يمارس احتياله وهو في بيته أو في غرفته بعيدا عن مكان الجريمة، فنسبة المخاطرة في هذه الجرائم تكون قليلة جدا أو نكاد تكون منعدمة.
يتم الاحتيال الالكتروني باستعمال خدمات الانترنت المختلفة مثل خدمة البريد الالكتروني أو الويب او غرف الدردشة أو نحو ذلك من الخدمات، ولذلك فإن هذا الاحتيال يتخذ صورا وأنواعا متنوعة بحسب تنوع وتعدد خدمات الانترنت، وعادة ما يحرص المحتالون على مواكبة كل تطور في خدمات الانترنت وتقنية المعلومات للاستفادة منه تطوير في عمليات الاحتيال التي يقومون بها واختراع حيل جديدة. ومن ثم فإن أساليبهم تتغير وتتجدد باستمرار مع كل تطور موازي في تقنية المعلومات. ومع ذلك فإنه يمكن القول بأن هناك أنواع وأساليب للاحتيال الالكتروني أصبحت شائعة الاستعمال في كل مكان تقريبا. هذه الصور والأساليب لا زالت تستعمل من قبل المحتالين إلى الآن ولا زالت توقع الكثير من الضحايا. وسوف نعرض هنا لأهم هذه الأنواع على النحو التالي:
النوع الأول: احتيال رسائل البريد الإلكتروني:
الاحتيال عبر البريد الالكتروني هو طريقة من طرق الاحتيال الإلكتروني يتم فيها إرسائل رسائل مضللة ومزيفة للمستخدم بغرض خداعه والحصول منه مبالغ مالية أو على معلومات وبيانات الهوية الشخصية مثل رقم بطاقة الائتمان أو الحساب المصرفي [2]. وهناك أنواع عديدة العروض التي تتضمنها رسائل البريد الالكتروني الاحتيالية، وهي تعتمد على خيال المحتال أو النصاب ومدى قدرته على اختراع قصص تقنع الضحية بتسليم ماله أو الإفصاح عن معلوماته الشخصية، ومن الانماط الشائعة للعروض الاحتيالية الرسائل النيجيرية وعروض الميراث والفوز بالجوائز واليانصيب ونحو ذلك من الحيل التي لازالت تستعمل إلى الآن .
تصل أكثر الرسائل الاحتيالية من هذا النمط إلى صندوق البريد spam . وهو مصطلح عام يستخدم لوصف "البريد الإلكتروني غير الهام" أو الرسائل غير المرغوب فيها المرسلة إلى حساب البريد الإلكتروني أو الهاتف المحمول [3]. ومع ذلك فإن هناك رسائل احتيالية موجهة تنتحل بريداً لمسئول أو شخص معروف ويقوم فيها المحتال بتزييف عنوان وترويسة الرسالة لتبدوا وكأنها آتية من مدير مسئول أو شخص معروف. وهذا النوع من الرسائل هو الأكثر خطورة على الإطلاق. وقد سبب خسائر فادحة في القطاع الخاص تصل إلى مليارات الدولارات.
من الأنواع الشائعة من الرسائل الاحتيالية:
1-الرسائل النيجيرية ( 419 ):
من أشهر أنواع الاحتيال (النصب) عبر رسائل البريد الالكتروني ما يسمى بالرسائل النيجيرية ( 419 ). ظهر هذا النوع من الرسائل في عقد الثمانينات عندما بدا انحسار شركات النفط النيجيرية، آنذاك بدا عدد من طلاب الجامعات العاطلين عن العمل باستغلال تطلعات بعض رجال الأعمال بالاستثمار في قطاع النفط النيجيري.[4] وقام المحتالون بإرسال رسائل إلى اناس مختلفين محاولين اقناعهم بالاستثمار في قطاع النفط وبإرسال مبلغ معين من المال على امل الحصول على (صفقة العمر) فيما بعد.
بعد ذلك تطورت العملية، وكانوا يستخدمون (النصابين) أجهزة الكمبيوتر في مقاهي الإنترنت لإرسال رسائل بريد إلكتروني جماعية إلى آلاف الضحايا تعدهم بالثروات أو بغير ذلك من الاغراءات، ومن ثم ينتظرون الردود عليها[5].
انتظروا المقال الثاني الذي يتحدث عن أنواع أخرى من الاحتيال
[1] Donn B. Parker,Computer Crim Criminal Justice Resource manual، p 21,
إرسال تعليق