إحنا دافنينه سوا.. قصة مثل شعبي بطلها حمار


إحنا دافنينه سوا.. قصة مثل شعبي بطلها حمار


إحنا دافنينه سوا.. قصة مثل شعبي بطلها حمار

 
تُعتبر الأمثال الشعبية نتاج الروافد الثقافية، فالأمثال الشعبية عمومًا من التراث الشعبي المصري الموروث في أذهان المصريين، ويرجع ذلك لارتباطها بمواقف وأحداث فيطلقها المصريين في مواقف معينة تحدث في أمور معينة، لكن كلنا نعرف في أي موقف يقال، ولكن لا نعرف أصل حكايته وقصته، ربما ورائه الغاز حسابية مثل حسبة برمة، أو قصة غدر مثل حكاية السيدات أولًا، أو ربما ورائه حكاية ساخرة ومضحكة أو حيوان مثل حكاية اليوم أو مثل اليوم الذي يرجع أصله إلى حمار، فكلمة أحنا دافنينه سوا، يقال حينما تحدث خلاف بين أثنين ويحاول أحدهما اختراع قصة لوهم الناس والكذب عليهم، ولكن يشير اليه صديقه أحنا دافنينه سوا.

مثال: أن يتفق شخصان على خداع الناس وان يظهرها بمظهر الواعظ ويستمر الشخصان في خداع الناس لفترات طويلة، ويمر الزمن حتى يصدق هؤلاء المخادعين أنهم واعظين الى أن يحدث الخلاف بينهم، ويحاول أحدهم أن يجذب تعاطف الناس وأنه أفضل واعظ وأفضل منه، فيذكره صديقه أحنا دافنينه سوا، في أشاره أن يتذكر حقيقته وألا ينغمس في كذبته.
 

أصل قصة أحنا دافنينه سوا:
أصل قصة أحنا دافنينه سوا
المكان: صعيد مصر.
الأشخاص: أخوين وحمار!!!
تعود قصة مثل أحنا دافنينه سوا إلى أخوين شقيقين لديهما حمار، يعتمدان عليه في كل شيء، سواء نقل البضائع من قرية لأخرى أو من مكان لأخر، وقد أحب الأخوين هذا الحمار حتى صار جزء منهم، يأكلان معًا ويشربان معًا، يسافروا معًا، حتى وصل الأمر إلى النوم معًا.
أطلق هذين الأخوين على الحمار اسم "أبو الصبر"، تعبيرا منهم عن تحمله لكثير من متاعب السفر والتنقل ومساعدتهم في عملهم.
في أحد الأيام قرر الأخوان السفر، لجلب الرزق ومروا بالصحراء وفي أثناء سفرهما في الصحراء تعب الحمار ومرض حتى نفق منهم، فما كان من الأخوين إلا أن قاما بدفنه بشكل لائق يليق بحبهم لهذا الحمار.
ظل الأخوان يبكون على موت الحمار وحزنوا عليه حزنا شديدًا، وظلوا بجواره فتره حتى كان الناس يمروا عليهم ويراهم يبكون عليه بكاء شديدًا، وعندما يسألهم الناس عن قبر من هذا الذي يبكون عنده، يقولون لهم أنه "أبو الصبر"، كان يساعدهم في كل شيء ينقل لهم البضائع ويسافروا معًا ويأكلوا معًا، يساعدهم في كل شيء ويعتمدون عليه في كل شيء، يرفع اثقالهم ويوصل البعيد، ظن الناس أن الاخوة يتحدثون عن شيخ أو عابد كبير فيبكون معهم بسبب موته.
مع مرور الوقت والناس تمر عليهم، صار البعض يتبرع لهم لحزنهم الشديد على قصة "أبو الصبر"، فجمعوا التبرعات، وأقاموا بجوار قبر الحمار خيمة، ومع مرور الوقت كثرت التبرعات وكثر الوافدين على قبره، فبدلوا الخيمة بحجرة كبيرة، زادت التبرعات وكانوا الناس يقصدون هذا الضريح لزيارته والتقرب منه، وقراءة الفاتحة، ظنًا منهم أنه شيخ أو عابد كبير، فيأتي الناس من كل حدب وصوب يقدمون التبرعات والنذور طمعًا في أن يفك عقدتهم، ومن كان مسحور يأتي إلى المكان ليفك سحره.
أغتنى الأخوان وصار يجمعان هذه التبرعات، اعتمادًا على السذج، ثم يتقاسما الأموال فيما بينهم.
 وفي ذات يوم أختلف الأخوان اختلافًا شديدًا، بسبب تقسيم الأموال فيما بينهم ونصيب كل منهم في الغنيمة، حتى غضب أحد الأخوة وقال لأخيه: " والله سوف أشكيك إلى أبو الصبر، لكي ينتقم منك ويرجع إليَّ حقي".
ضحك شقيقه وقال له: أي شيخ الذي تتحدث عنه، أحنا دافينينه سوا؟ إشارة منه إلى ضريح الحمار "أبو الصبر"

إحنا دافنينه سوا.. قصة مثل شعبي بطلها حمار "أبو الصبر"