سقطات وفضائح في مسلسل ممالك النار


سقطات وفضائح في مسلسل ممالك النار

بقلم الاستاذ أحمد حلمي

في عصر الانترنت من الغباء ان تتصور أن تستطيع تزوير معلومة واقناع الناس بها فالأطفال دون العاشرة يجيدون استخدام الانترنت بما يسهل عليهم بضغطة زر واحدة كشف تزويرك.

رغم ابداع مخرج مسلسل " ممالك النار" بيتر ويبر في اخراج مشاهد الحرب في الحلقتين 11 و12 إلا أن مؤلف مسلسل "ممالك النار" محمد سليمان عبد الملك ذو المواهب المحدودة ما لم تكن معدومة أصر على السقوط به في قاع الفشل في الحلقة الاخيرة 14 ليصنع بضع مشاهد حولت العمل من تراجيدي الى كوميدي.

المشاهد الاخيرة لمقاومة المصريين ساذجة وسطحية ومشهد اعدام طومان باي الذي يقوم بأدائه خالد النبوي فاشل بشكل يعكس مدى ضحالة موهبة المؤلف وسطحية خبرته وقلة معلوماته .. وإذا أردت ان تعرف كيف يضع مؤلف وسيناريست مسلسل "ممالك النار" لمساته وبعض الاضافات على العمل فقارن بين فشل محمد سليمان عبد الملك في ممالك النار وروعة جمال الغيطان في مسلسل الزيني بركات. وكلاهما يتحدث عن ذات الحقبة الزمنية.

ولتصحيح معلومات عبد الملك نوضح له الاتي:

1- ان طومان باى أو الممثل خالد النبوي بعد ان هزم بخيانة جان بردى الغزالي في الريدانية قاد مقاومة شرسة ضد العثمانيين كان اشهرها معركة بولاق ابو العلا من عند وكالة البلح كده لغاية قهوة الصعايدة .. والتي كاد سليم الاول ان يقتل فيها. ولا يمكن تصوير ذلك بحارة ضيقة وساتر خشبي أهبل لم يستطع الجنود اقتحامه.

2- ان سليم الاول لما عجز عن حرب الشوارع في بولاق قام بوضع المدافع على جبل المقطم وهدد بضرب القاهرة وكانت هذه المرة الاولى التي يرى فيها المصريين المدافع والسلاح الناري واصابتهم بفزع شديد .. لم يكن لدى المماليك مدافع كما صورت ولم ينزل سليم بالمدافع في الحارة كتصوير مسلسل "ممالك النار" الساذج.

3- لم يتم أسر طومان باى في المعركة كما صورته مسلسل "ممالك النار" ولكنه لما اندحرت المقاومة اختباء ببيت احد العربان وهو " حسن بن مرعى " والذى قام بتسليمه تسليم أهالي للأمن الوطني .. وانت اظهرت حسن بن مرعى في الحلقة الثالثة ثم نسيت لماذا اظهرته فأخرجت مشهد ساذج للقبض على طومان باى.

4- سليم الاول كان معجبا بشجاعة طومان باى كمحارب ورغب في ضمه اليه وحاول معه ان ينضم اليه مقابل حكم مصر لكن طومان باى رفض .. وكان خاير بك هو من اقنع سليم بإعدام طومان باى لأن في استمراره استمرار للمقاومة.

5- مشهد اعدام طومان " خالد النبوي " باى ساذج لدرجة انه كوميدى .. فمشهد قراءته للفاتحة في مسلسل "ممالك النار" وترديد الناس خلفه لا يصلح لإعدام طومان باى ولكنه اكثر شبه بمشهد ميس انشراح مدرسة الدين في كي جي وان وابتسامه خالد النبوي فيه وهو يردد الفاتحة غير مناسبة للمشهد اطلاقا.

 

شهد اعدام طومان " خالد النبوي "

 

6- طومان باى عند اعدامه في مسلسل "ممالك النار"  لم يقل " انا سأموت ومصر باقية " ولم يقل تحيا مصر 3 مرات ولا حتى قال #مايصحش_كده وانما صعد الى منصة الاعدام ثم قال للناس " يا أهل مصر اقرأوا لي الفاتحة " ثم نظر للجندي القائم بالإعدام وقاله له " شوف شغلك .. بس كده لا قال مصر باقية ولا مصر ام الدنيا وحاتبقى أد الدنيا.

7 - المصحف الذى امسك به خالد النبوي وقت اعدامه في مسلسل "ممالك النار"  مصحف صغير حديث ومغلف ومجلد والطباعة لم تدخل مصر الا في عهد محمد باشا على ( رائد النهضة الحديثة مش بتاع الهيئة الهندسية ) وانت بنفسك صورت الرسائل في المسلسل بشكل المكتوب على الاوراق الكبيرة الملفوفة فمن اين أتى طومان باى  أو الممثل "خالد النبوي" بمصحف صغير مجلد .. هل هذه معلومة تخفى على كاتب وسيناريست مسلسل "ممالك النار"؟

8- مشهد الاعدام والنساء التي تزغرط والمصحف الواقع من يد خالد النبوي في مسلسل "ممالك النار"  والطفل الذى يجرى ويلتقطه مشهد مسروق نقل مسطرة من فيلم " عمر المختار " مع اضافة شكل ومكياج لخالد النبوي ليصبح شبيه بالسيد المسيح في فيلم آلام المسيح .. وهكذا اخرج مؤلف مسلسل "ممالك النار" مشهد الاعدام مسروق خلطا بين عمر المختار وآلام المسيح .. قمة الفشل والاقتباس من مشاهد شهيرة الكل يعلمها.

9 - الراية والعلم الذى كان يرفعه جيش سليم الاول في مسلسل "ممالك النار" هو علم تركيا الحالي وليس راية الدولة العثمانية .. لو اتعبت نفسك ودخلت على جوجل لعرفت شكل علم الدولة العثمانية كان احمر اللون صحيح لكن العلم الذي يتوسطه الهلال ظهر عام 1844 وسمي وقتها العلم الموحد.

الخلاصة: ان مخرج مسلسل "ممالك النار" ادائه جيد ..مؤلف العمل والسيناريست فاشل محدود الموهبة .. خالد النبوي مقبول اجاد في مشاهد وهبط بمشاهد اخرى اهمها مشهد الاعدام ..

شكرا للمسلسل المزور مسلسل "ممالك النار" والممثل خالد النبوي فقد كان فرصة رائعة لتصحيح التاريخ الذي تحاول دولة انشأت عام 1971 تزويره.